وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حتّى هذا المهجر الكريم المضياف الذي فتح ذراعيه محتضناً رسالة السماء، آوياً محمداً والذين معه، ومانعهم ممّا يمنع منه أهله نساءهم وأبناءهم بحدّ السلاح، وقوة المال، وقطر الدماء ... حتّى هذا المهجر تغيّر أيضاً كياناً وظلالاً، وأصلاً وخيالاً، فإذا الله الواحد في القلوب، وإذا الشريعة السمحة في العقول، وإذا الشيطان الرجيم تحت الأقدام. غمره نور الإيمان. كما آخى الرسول بين المهاجرين والأنصار، ربط بين أُولئك وهؤلاء وبين جيرانهم من بني إسرائيل، برباط من حلف لبّه: حرية الاعتقاد، والودّ، والتآزر، والمساواة... حين الحرب وحين السلام. وكتب بذلك عهداً أبرمه، وأبرمه معه الفريقان المتجاوران، جاء فيه: «لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم: مواليهم وأنفسهم إلاَّ من ظلم». وجاء: «من تبعنا من يهود فإنّ له النصر والأُسوة، غير مظلومين، ولا متناصر عليهم». وجاء: «على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإنّ بينهم النصح والنصيحة البرّ...». وجاء: «اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين». واستوثقت عندئذ فاطمة، وتبيّن الناس: أنّ الإسلام ليس كغيره ممّا سبقه من الملل مجرّد شعائر تؤدّى، وعبادات تُقام ابتغاء الفَلْج[836] يوم النشور كما يظنّ ظانّون، بل هو أُخرى ودنيا، دين ودولة، بؤرتهما هذه البلدة التي لن تلبث أن تشعّ على كوكبنا الأرضي، في مختلف أرجائه، من الهدى والمعرفة والعمل الصالح ما ينفع البشر في دارَيْ الفناء والبقاء. * * *