وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العيون، ثم انتفضوا غاضبين، ثم تلوّنت ملامحهم بالسواد والشحوب: السواد من حقد، والشحوب من شعور بالذلّة والهوان. كلاّ، لن يدعوه ... هذا الفتى الذي وطأت رؤوسهم قدماه لا ينبغي أن يسلم من عقاب إن لم يكن من عذاب. فليقطعوا إذاً عليه الطريق! وليردّوه صاغراً[805] مطأطأ الجبين، وليكن عبرةً لكلّ من تحدّثه نفسه بخرق الأعراف التي جعلتهم في الأرض سادةً جبّارين، لا تسبق أيديهم أيد، ولا تسمع مع أصواتهم همسات، ولا تعلو فوق هامهم هام. وصرخ فيهم أبو جهل بن هشام: عليَّ بجناح! فجيء له على الفور بهذا المولى المرقوق، الذي كان يُحسب لديه في أئمة الصناديد الشجعان، وأمره عدوّ الله ... فانصاع. خرج على رأس كوكبة من الفرسان، ومعهم الحويرث بن نقيذ، ملثّمين، يطاردون ركب عليٍّ والهاشميات. فلمّا أن ضربوا قليلاً في طريق الشمال، وتبيّن لهم رَهَج[806] أُولئك الرَكب المهاجرين في الله، أركض «جناح» نحوهم فرسه كأنّما يطير بجناح، حتّى دخل وفرقته الباغية في غلالة الغبار. ثم دنا وتدلّى ... ثم صار قاب قوسين أو أدنى، ثم صاح: يابن أبي طالب، أظننتَ أنّك ناج بالنسوة، لا أبا لك! ارجع بهنّ. فلم يزد الفتى على أن رمقه بنظرة شزراء[807]، وقال بهدوء: «فإن لم أفعل؟». ـ لترجعن صاغراً! وتلفّت علي فإذا هو من كوكبة عدوّه في حلقة حصار، وإذا القائد العاتي يهمّ أن