وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أن يلدغ أحدهما أو الآخر هذا من عدوّه أو ذاك حتّى تحمرّ الأرض، وتتهاوى الأجساد كأنّها جذوع نخل منقعر[799]، أصابها حاصبٌ[800] فاقتلعها من الجذور. وكم قطَّ[801] يومئذ من أعناق! وكم قطع من أوصال! أمّا قوتهم فتبدّدت في الفضاء، وأمّا كبرياؤهم فديست تحت الأقدام، وأمّا مثواهم فكان القليب. ونعقت في ديارهم بمكة الغُربان، ونعب بمجالس سحرهم وأندية لهوهم البومُ. فلقد أملهم الله، فلم يزدهم الإمهال إلاَّ لجاجاً في الضلال، سلّط عليهم غرورهم، فأغواهم الاستكبار، أعماهم عن مزالق القضاء، طمس على عقولهم فإذا هي خواء، وعلى أفئدتهم فإذا هي هواء فما أغنى عنهم أن كانوا ذوي مال وجاه وبنين، وما رحمتهم رحى الوغى الساحقة، وما بكت عليهم السماء ... فلئن غمّ عليهم مصيرهم هذا، فلقد غمّ إلى حين، ولسوف يعلمون! * * * وخرج عليٌّ من بينهم على غير استخفاء، وكانوا ناكسي الهام، منطفئي النظرات. فالخزي أسلمهم إلى ما يشبه السبات، والغلّ[802] في قلوبهم يفور، ولكنّه لا يجد متنفّساً فإذا هو حبيس وراء ملامحهم الباسمة، كالبخار يمكن أن ينبجس[803] من المرجل صمّام ثابت شديد الإحكام. ولحظة أن هزّهم القلق كما تهزّ الحصاة صفحة بركة آسنة[804]، تلاوموا برمق