وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتكرّر ما حدث للغلام الجدّ فيما حدث للغلام الحفيد. * * * استشعرت قريش وهي راغمة الهوان كلّ الهوان في بقاء عليٍّ بمكة، وهو يخايلهم ذهاباً وجيئةً، بقامته المربوعة، وجسده القويّ، وملامح وجهه المضيئة التي تلوّنت بالاستهزاء. نظراته التي كانت تتطاير عليهم شزراً[796] من جانبيّ عينيه، تبدّت لهم كبقايا من حفنة التراب الذي ذرّه على رؤوسهم رسول الله، وعلقت بشعرهم لا تبرح، فلا يذروها عصف الرياح والأعاصير، ولا تغسلها مياه البحار والأمطار. كانوا يحسّونه جرحاً غائراً[797] في جبين كرامتهم لا يفتأ ينزّ[798] بالدماء، أو طعنةً نافذةً إلى السويداء، أو وشَم ذله نقشته إبر القدر على بواطن الجفون! وكيف لا وهو يذكّرهم هزيمتهم النكراء أمام محمد وهو فرد أعزل، وهم أُمة ذات أعداد وعتاد؟ إنّه التحدّي الحيّ الذي خلّفه النبي تحت أبصارهم وأنفهم بالبلدة الحرام، ليكون المرآة التي يرون على صفحتها أنفسهم أخلاطاً شوهاء من الخسر والقلق والضياع. فكذلك كان! ولو أنّهم وسّعوا أُفق مرائيهم الذهنية، لتبيّنوا طريقاً جديداً يقودهم إلى المستقبل القريب ... لو دقّقوا نظرة الفكر في أمر هذا الصغير، وتعمّقوا مخايلة، إذن لتبيّنوا من حقيقته ما غفلوا عنه أو جهلوه. لو اطّلعوا على ظهر الغيب، لشهدوه بعد عام ـ وإنّه عندئذ لغلام ـ يستقبل حشود صناديدهم، شاهراً سيفاً، وأحياناً سيفين، بيُمناه ويُسراه، كأنّهما ثعبانان يتلوّيان، ما