وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلقد تكون ثمّة سلامة، ولكنّها مفتقرة إلى حظٍّ من الاكتمال، يتراوح به اختلاف الآراء ـ صعوداً ونزولاً ـ بين حدّ الكفاية وحضيض النقصان. ولقد تكون نجاة، ولكنّها مشوبة ـ قليلاً أو كثيراً ـ بشدائد وأهوال. هنا يصبح الخوف نوعاً من النزوع التوّاق إلى الاستزادة من اليقين، أو يكون رغبةً عارمةً إلى الاقتراب من الطمأنينة، أو يكون شوقاً إلى جرعة من الإيمان. وهو في جميع الحالات إفراز نفسي، يتفاعل مع ما وقع في السليقة، وثبت في الجنان، وقرّ في الضمير، وعرض للعقل من محسوسات، وألهمته الروح من غيبيّات، ينتج من عناصره هذه روح وأمان. وليس يخفى علينا أنّ إبراهيم سأل الله قال: (رَبَّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِيَنَّكَ سَعْياً)[769]. فهل كان أبو الأنبياء يوم أبدى رغبته تلك إلاَّ على قمة اليقين والإيمان؟ * * * ودع الزهراء تتبع ـ بفكرها ومشاعرها ـ الرسول حيث سار، دعها تتأثّر خطاه، وهي تلهج بالدعاء، وتُهَيْنم[770] بذكر الله. وما خشيتها الآن وقد أخسأ[771] الله زبانية[772] قريش المسلّحين، وردّهم بكيدهم فرائس للخيبة والحيرة والضياع؟ وترامت إليها أصواتهم من خارج الباب، تفضح بوأهم[773] بالخسران، سمعت آتياً