وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أتاهم، فقال: ما تنتظرون ها هنا؟ قالوا: محمداً. فسخر، وقال: خيّبكم الله! والله لقد خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلاً إلاَّ وضع على رأسه تراباً، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ لكادت فاطمة عندئذ تسمع البهتة تتحدّث في وجوههم، وهم يلمسون بأصابعهم رؤوساً انتشر عليها التراب! ولكادت أُذنها تلقط أيضاً دويّ غيظهم في قلوبهم وهو يغلي غليان المرجل، وقد تبيّنوا أنّ علياً هو الساجي[774] على الفراش، ملتفّاً ببرد الرسول! وملكتهم رهبة، ثم غمرهم ذهول، ثم انساقت بهم أرجلهم، يدبّون ويخبطون، على اضطراب وهرج، كأنّهم قطيع مذعور! أمّا هي فقد استعادت صوت أبيها لحظة انسيابه من خلل صفّهم المرصوص، وهو يذرّ عليهم تلك الحفنة التي قبضها من ثرى رطبته أنداء الليل، ويتلو من التنزيل: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)[775]. وازدادت نفسها ثباتاً، وازداد قلبها طمأنينةً. كيف لا، وربّها قد ضرب على حواسّهم فعطّلها عن تعقّب الرسول، فلا سميع بينهم ولا بصير؟ وأنّى لهم أن ينالوه! إنّها لعلى يقين أنّ الأرض تهيّأت له مناكب[776] ذللاً، يسلك منها ما يشاء إلى دار هجرته وهو في أمان ... كان أمام متعقّبيه مثل سراب! إنّ حوله لأسيجة تخفيه عن