وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

على غير مألوف العادة، رأت فاطمة أباها لا يبيت في فراشه، بل يعزف عنه، ويأمر عليّاً فيبيت فيه. وأطاع الشاب. وهكذا الفداء! فهل شاء الله لنبيّه النجاة فكشف له عن مكر أُولئك المؤتمرين؟ أم شاء أن يمكّن لدينه في الانتشار؟ كليهما شاء، وكلاهما مترابطان. فثمّة دائماً علّة ومعلول، وسبب ومسبَّب، لتمضي الأُمور والأحداث على تساوق وتتابع مع النظرة البشرية المنطقية التي لا تخالف المألوف المقبول، ولا تعضل الأفهام والعقول. ولقد جرى في مشيئة الله أن يسخّر عليّاً ليكون هو المقدّمة، ويكون خلاص الرسول من أعدائه هو النتيجة ليعزّ شأن الإسلام. وخرج الرسول على القوم المتربّصين، فاجتاز ذلك النطاق الذي ضربوه حول الدار، فربّما قرّ في أرواعهم أنّه بفراشه، فأمنوا أن يبرح بيته في تلك الآونة، وأنّ براحه عندئذ هو المحال، ما دامت همهمة الكلام، ووقع الأقدام، وصليل السلاح[765]تنبعث إليه من لدنهم عبر بابه، متفحّصة عمّا يبيتون! وقديماً قيل: من مأمنه يؤتى الحذر! أو ربّما دلف[766] إليهم وهم في غمرة هرجهم، متستّراً منهم بظلّ هذا، ومتسلّلاً من وراء ظلّ ذاك، وقد استغرقهم إعدادهم للوثوب عليه كلّ الاستغراق! والظلال عشاً يعمي الأبصار. أو ربّما شُبِّه له، فخالوه أحدهم ولم يتبيّنوه، تماماً كما شبّه عيسى بن مريم لجند