وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وحاروا فيه! هو معضل بهم، على الحالين: رحل أو حلّ، خرج أو أقام. لكنّ أبا جهل جاءهم من لدنه بالرأي الذي ظنّه وظنّوه يحسم الأمر، ويدرأ الخطر الذي يخافون، قال لهم عدوّ الله: الرأي أن تأخذوا من كلّ قبيلة شاباً جلداً، حسيباً في قومه، نسيباً وسطاً، ثم يعطى كلّ فتىً منهم سيفاً صارماً، ثم يفدون إليه، فيضربونه ضربة رجل واحد فيقتلونه، فيتفرّق دمه في القبائل، فلم تقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً[762]! فارتضوا ما ارتآه، وراحوا يدبّرون لتنفيذ الائتمار. ولقي رسول الله أبا بكر، فقال له: «أُذن لي في الهجرة»[763]. قال ابن أبي قحافة وهو مشوّق: الصحبة يا رسول الله؟ ـ «الصحبة!». وامّحت آية النهار ... وظهرت آية المساء. ثم أقبل الليل من قبّة الأُفق، يتحدّر كالسيل على جبال مكة، ويدهن الدور والدروب بلونه الحالك السواد. حينئذ تسلّل الفتية الأجلاد من قريش، يؤمّهم الأشراف، تسلّل الأفاعي، وفي أيديهم الأسياف، يطبقون على بيت النبي من كلّ جانب، وينتشرون حولها بغير حسيس ولا هسهسة[764] إلاَّ أن يكون للظلال وقع أقدام! لكنّ محمداً كان عالماً بما يفعلون، أفكان بصره يخترق إليهم الجدران؟ أو كانت له على كلّ امرئ منهم عينان لا تغفلان؟ * * *