وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولقد عاشت هذه السيدة الطيّبة في بيت النبوة مع الزهراء على مودّة ووفاق، لكنّ الذي كانت الفتاة تلقاه منها من الرقّة واللطف والاهتمام لم يكن يغنيها شيئاً عن حنان الحبيبة الراقدة في ثرى الحجون، بل كان دائماً يذكّرها بذلك الحنان، بل كان يهيج من لواعج حزنها على أُمها كلّ صبح ومساء، ما كان يلوح كأنّما سيطويه سجلّ النسيان. ومع ذلك، فما أمر «سَوْدَة» بعقدة، ولا هو بحمل يؤود. فهي ـ على عطلها من الحسن ـ سمحة الخلق، حلوة الحديث، صيغت من براءة الطفولة، لطبعها نعومة الحرير، شفّافة النفس كماء ينبوع انبثق من الصخر، كفاها من دنياها الجديدة التي نقلها إليها النبي بيت تأوي إليه، وعمل تبذله لتسعد كلّ من فيه، ورجل ـ دونه الخلق كلّهم ـ تتفيّأ في جواره الأمان. فإذا كانت خلائق سَوْدَة بدت ـ من فرط سذاجتها، وسهولة تركيبها النفسي ـ صفحة واضحة الأسطر في كتاب مفتوح، فما الظنّ بتلك الثانية الأُخرى التي لن تلبث إلاَّ قليلاً ثم تصبح السيدة الأولى في الدار؟ عرفت فاطمة أنّ خَوْلَة بنت حكيم كانت قد أقبلت ذات يوم تقول للرسول: ألا تتزوّج؟ فسألها: «من؟». قالت: إن شئت بكراً، وإن شئت ثيّباً. ـ «فمن البكر؟». ـ بنت أبي بكر. ـ «ومن الثيّب؟». ـ سَوْدَة بنت زمعة. قال الرسول: «فاذهبي فاذكريهما عليّ»[757].