وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفعلت. فأمّا «سَوْدَة» فدخلت بيت النبوّة، وأمّا الأُخرى: ابنة صاحبه الصبيّة الصغيرة، فخطبها واستأنى[758] بها حتّى تبلغ مبلغ النساء. فماذا تخفي الأيام؟ أيبعد أن يتساءل إذ ذاك الألى حول الرسول من خاصّة أهله، إن كانت الفتاة الصغيرة الطريرة[759] بعد أن تمسي تحت جناح نبيّهم سوف تسلك نفس ملك سَوْدَة العجوز؟ أم عسى سيكون لها من فتوتها الغضّة وحسنها النضير[760] ما قد يدفعها إلى اختيار نهج آخر تسير فيه؟ يعلم الله! فالإنسان إنسان ... والعواطف البشرية بحر مترامي المساحة، تائه الحدود، كأنّه بلا ساحل، سحيق الغور، بعيد المهوى، كأنّه بلا قاع! فيه لؤلؤ ومرجان، وفيه أيضاً حصىً وأعشاب. وعواطف ابنة حوّاء تقع من هذا اليمّ في قرار مجهول. ولنضارة السنّ أحكام، ولعزة الجمال أحكام، ولنبالة النسب أحكام. وهل ثمّة ممّن يعرفون «عائشة» من لا يعرف لها هذه المميزات، إلى جوار بديهة حاضرة، وذكاء متوقّد، وآُذُن واعية، ولسان طلق، وعين لمّاحة؟ وكانت الزهراء بغير شكّ في العارفين! فمن تحت جلد هذه الصغيرة ـ التي لم تكن قد ارتدت ثوب العروس ـ سوف تبرز امرأة عملاقة، تسدّ على غيرها من نساء النبي الآفاق، وتكون ذات قدر ومكانة وما أشرفت على العشرين، وثم تصبح من قوّة الأثر والخطر بحيث تصنع الأحداث،