وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولكم عانت عندئذ من تباريح الألم النفسي، وهي متوتّرة الأعصاب، كأنّما تقف على أصابع قدميها لتعجل إلى استقبال العقابيل. فراشها من جمر أحمر! أنفاسها تلسعها كأنّها لفحات ريح السموم! حركتها قلق، نهارها موصول بالليل، وليلها موصول بالنهار. في سطعة الشفق ترى عتمة الغسق، أهدابها يشدّها الأرق أن تنطبق. فالنوم حلم، والرقاد سهاد. ومع ذلك فالحياة مداولة بين الشدّة والرخاء، والأحداث لا تسير دائماً في طريق مسدود. فللضيق والفرج مسلكان متوازيان ... كما تتساقط الظلمة يتقاطر النور، ومهما تعصف الشدّة فلابدّ من رُخاء[740]. * * * وآنست[741] الزهراء ضياءً في جانب الأُفق المعتم، كما آنس موسى النار بالوادي المقدّس عند البقعة المباركة، دعوة إلى الله، وبشرى تقدّم بين يديها النصر والخلاص. وكان الضياء أُولئك الفئة القليلة من أهل «يثرب» الذين هداهم ربّهم إلى صراطه المستقيم ... فعلى الأيام، ومن تحت سمع جبروت الشرك ومن وراء بصره، قويت بهم شوكة الإسلام. في أول لقاء لهم بالنبيّ كانوا نواةً، ثم أصبحوا فسيلة[742]، ثم نموا شجيرة، ثم غدوا كروماً معروشات. فما أن جاء العام القابل حتّى خفّ من بلدتهم إلى مكة اثنا عشر رجلاً من الخزرج والأوس جميعاً، قد ألّفت بيهم رسالة الهدى، فبايعوا الرسول، وبعث معهم من يقرئهم القرآن، ويعلّمهم الدين.