وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أجمعين، لأدركوا أنّهم ومن يدبّون دبيبهم على هذا الكوكب ليسوا بشيء يذكر في الملكوت ... فلخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، وما خلقهم ولا بعثهم إلاَّ كنفس واحدة. فكأنّي بما أحسّه القوم من ضعفهم وجهالتهم وفقرهم الروحي ـ عندما تكشّفت له بعض حقائق الوجود من خلال معجزة الإسراء ـ هو الذي أغراهم بالتكذيب، ليدرأوا عن أنفسهم الشعور بالضعة والهوان. فالنفس البشرية عدوّ لما ينتقصها، ويمسّ كبرياءها الموهومة وإن دمغتها به وقائع الحال، وهي حريصة على إخفاء معرّتها، تفرّ منها إلى التغافل والمكابرة والادّعاء، وقد زيِّن لها سوء عملها فرأته الحقّ والصلاح ... وهي وفية ـ بحكم العادة والصلف والعناد ـ لما شبّت عليه، وقضت عمرها فيه. وقليل من يتقبّلون الخضوع لسنن التغيير ... ألم تر إلى العبد المرقوق، حين يعتق، كيف تؤوده الحرّية وتثقل عليه، فيضطرب ويحار حتّى ليؤثر ـ أو يكاد ـ لو أنّه ظلّ في الاستعباد؟ وكذلك المشركون. * * * لقد عاش المسلمون عدوان ثقيف على نبيّهم حديثاً يروى، وعاشته معهم فاطمة كلاماً وعبارات، تنتقل من أُذنيها إلى عينيها فإذا هي مشاهد ومرئيات، وعاشته بإحساسها كسفاً[739] من العذاب. لكنّها عاشت ـ بكلّ مكوّناتها الإنسانية ـ ما جرى بمكة حول الإسراء حقيقةً ملموسة الأبعاد، عاشته بالفكر والشعور، والسمع والبصر والفؤاد، وعاشته في تشيم المجهول، القريب منه والبعيد.