وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما أن حلّ الموسم حتّى بلغ وفدهم إليه بالعقبة، حيث واعدوه، ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين، يمشون الخفاء، متستّرين بسجاف الليل[743]; خشية أن تفطن قريش لهم، فتفسد عليهم سعيهم إلى اللقاء، وتمنعهم الاعتصام بكلمة الله. ولم يكن خبرٌ قطّ هو أحلى لفاطمة من خبرهم إذ أقبلوا على أبيها، يبايعونه على الإسلام والنصرة والوفاء ... فيومئذ بدأت خطوات الإعداد للجهاد بالكلمة والسلام. قالوا له: يا رسول الله، خذ لنفسك منّا ما شئت، واشترط لربّك علينا ما شئت. قال الرسول: «أشترط لربّي عزَّ وجلَّ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، ولنفسي أن تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم». قال قائلهم: فاذا فعلنا، فما لنا؟ قال رسول الله: «لكم الجنّة..»[744]. فتسارعوا يجيبونه بالرضا والقبول: ربح البيع! وبايعوه على شَرطَيه! وكيف لا يفعلون وما بخسهم ولا أخسرهم، وإنّما مكّن لهم في تجارة لن تبور! ثم نقب منهم نقباء: اثني عشر نقيباً، كلّ نقيب بمن وراءه رهين، بل في واقع الأمر كتّبهم كتائب على أهبّة لخوض غمرة الوغى[745]، وللعمل في ساحة السلام. وقال للنقباء أُولئك يعدهم للغد القريب: «أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريّين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي»[746]. وكانت لحظة للبشرية هي أعظم يُمناً وخيراً وبركةً من ألف شهر. * * *