وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من السدّة الربانية قرباً وعلوّاً ما هما كمثل أبعاد الزمان والمكان; لإنّه تعالى منزّه عن أحياز الزمان والمكان. إنّما أدناه جلّ شأنه روحاً وبدناً من إشراقة أنواره، وأسرار غيبه، على نحو لا تدركه العقول، ولاتلمحه الأبصار، لم يتح قبله لأيٍّ من الرسل والأنبياء، ولن يتاح بعده لأيّ إنسان. ذلك ليزيده كرمةً وطمأنينةً، وليمحِّص[728] المؤمنين، وليكبت[729] الكفّار. فلقد أسرى به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به في ملكوت السماوات العلى، وأراه من آياته الكبرى آيته الكبرى. في ذلك اليوم المشهود افتقده أهله، فإذا هو غائب عنهم لا يدرون إلى أين مضى، وبأيّ مكان ببلدتهم نزل وأقام، ومضوا يجدّون في البحث عنه، وهم في قلق عليه أن يكون قد أصابه من عدوّه مكروه. ثم التقى به أخيراً عمّه العباس، فما أن شهده حتّى تفرّج الهمّ عنه، وأقبل عليه منبسط الأسارير، قال له يستفسره: يابن أخي، عنّيت[730] قومك، فأين كنت؟ فكان جوابه أن ردّ بهدوء: «ذهبت إلى بيت المقدس». فعجب العباس: من ليلتك؟ ـ «نعم». عندئذ ملكت الرجل الحيرة، فتفرّس فيه كأنّما بحثاً عن شيء في محيّاه قد يدلّه على أمر يخفيه، ثم سأله بنبرات يهزّها خوفه عليه: يابن أخي، هل أصابك إلاَّ خير؟ قال الرسول مؤكّداً له: «ما أصابني إلاَّ خير». * * *