وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هضيم، وبنفس نديّة ولكنّها أميل إلى الرزانة منها إلى خفّة النفوس الفتية، وإلى الجدّ منها إلى المرح والدعابة. بالحساب الزمني كانت صبية في بداية سنيّها العشرية، وبالحساب الموضوعي لاحت كسيّدة أطلّت على الأربعين. وهل كان لها مهرب من قدرها المقدور؟ إن قلبها ما أن تفتّح وردةً غضّةً حتّى استقبلتها دنياها بزمجرة العواصف وهوج الأعاصير، الحياة لم تعد مبسوطة الأسارير[537]، الضياء كالضباب، الألوان كالحة[538] غُبر[539]كقِطَع من غبش الليل أو عبوس الغروب، ولّت الحسنى، دُكَّت القيم، قُطعت الرحم. على نضارة عمرها ولينه ظلّت تعايش أباها همومه وآلامه، قاسمته أذى قومه وعنفهم به، لقمةً بلقمة، وكسرةً بكسرة، طوال كفاحه المضني شاربته عصارة العلقم، كلّ خلاصة أحزانه امتصّتها، حتّى امتلأ بها قلبها إلى الحافّة، ولم يعد فيه موضع لفرحة. وعندما لاح لأصحاب الشعب أنّ محنتهم أخذ تتقشّع، ما نظنّها حسبت غدها سيكون مجلوّاً كعروس، فالماضي ينبئ بالمستقبل، والمحنة قد تلد المحنة ... لكنّها صابرت الأيام، وما لها لا تفعل والعسر يخلفه يسر، والليل يتلوه نهار، ما لها تتعجّل الدموع وإنّ في مآقيها[540] لبقية. وتمهّلت تنتظر. من خلال ما خفّ إليها من حديث الناس عن صحيفة المقاطعة، هنا بالشعب وهناك بمكة، وعلمت ما لم يكن ليجول قطّ للمشركين في بال، سمعت ما كأنّه، في رأي القوم، رؤيا منام أو وهم خيال: