وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هنا، أقبل محمد ذات يوم على أبي طالب يقول: «يا عم، إنّ الله قد سلّط الأرضة[541] على الصحيفة، فلم تدع فيها اسماً هو الله إلاّ ثبّتته فيها، ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان». قال أبو طالب والفرحة في وجهه تغلب على الدهشة: أربّك أخبرك بهذا؟ ـ «نعم»[542]. وهناك، مشى هشام بن ربيعة إلى زهير بن أُمية بن المغيرة، يكلّمه في أمر القطيعة والمقطوعين. بعد سنوات ثلاث من الاستبداد والضيم أَلِمَتْ ضمائر نفر من أساطين مشركي قريش، ووجبت قلوبهم ندماً أن أخرجوا الطالبيّين والهاشميّين إلى فجاج الجبال، عطفتهم أخيراً الرحم، تارت بحقّ المودّة في القربى الدماء في العروق، وراحوا يتلاومون. قال هشام: يا زهير، أقد رضيت أنّا نأكل الطعام، ونلبس الثياب، وننكح النساء وأخوالك حيث علمت؟ أما إنّي أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحَكَم بن هشام، ثم دعوتهم إلى مثل ما دعاك إليه منهم، ما أجابك إليه أبداً. أجاب زهير وقد مسّ كلام صاحبه مكمن المروءة فيه: وما أصنع؟ إنّما أنا رجل واحد، ووالله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقض الصحيفة حتّى أنقضها. قال هشام: قد وجدت رجلاً. ـ من هو؟ ـ أنا. فتهلّل وجهه، وقال: أبغنا رجلاً ثالثاً. فغدوا ثلاثة ثم أربعة ثم خمسة.