وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والودّ تفيض من ذات قلبها الحنان والرعاية. كما كانت تقاسمهم اللقمة قاسمتهم الغمّة، كفكفت عنهم ندى المدامع، نهنهت[533]دوافع المواجع، في نفوسهم نفثت الجَلَد[534] والاصطبار، من إيمانها أفاءت الأمن والقرار، حملت من همومهم ما ينوء بالعصبة أولي العزم من الرجال. ومع كلّ وقبة[535] ليل، وطلعة نهار، نزفت قواها البدنية قطرات قطرات، هاجمها من الوهن في ثلاث سنين ما يملأ ثلاثين، طحنتها رحى الشدائد فإذا هي نفاية أدواء، وكهولة عياء، وهي التي لم تكن قطّ قبل البعثة النبوية في كَبَد، بل عاشت بالرغد في قوّة وأيد، وبالرفاهية في صحّة وعافية، لكنّ الحياة عبست، وكشفت عن ناب كاشر تضطرب على سنّه المنون. فلولا أَجَل مسمّى عند الله وبقية أنفاس، لأوغلت بها أوقارها، تلكم الثقيلة الوبيلة، بعيداً بعيداً عن دنيا الناس إلى النهاية المحتومة، وإنّها لعلى غير فراشها، وبغير دارها القائمة عند بيت ربّها الحرام. أمّا الزهور الصغيرة فكانت أقلّ امتناعاً على لاَواء الحصار، إنّها في باكورة مراحل النماء، والنماء بناء، والبناء عصبة الغذاء. فإذا أعوز الجسد الهشيش ما يغذوه، أصبح كنثير[536] هشيم، عدم القوة، فلا استمسك ولا استقام، فتي بلا فتوّة، وشبّ بلا شباب. وعندما يضيع من النفس طريق الأمان، ويحاصرها الحرمان، فإنّها تعيش الكآبة، وتحيى الوجوم. ومن وراء الآلام النفسية، والضعف البدني، برزت لنا الزهراء في مستهلّ مسيرتها إلى صباها المبكّر، بعُود عادل ولكنّه أقرب إلى ذابل، وبوجه قسيم ولكنّه أدنى إلى