وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

سوى خطوات، بدوا كبراعم على أَسْوق[524] تكاد من وهىً[525] تنقض، كأنّما انقطع عنها الماء فلا ريّ، وامتنع الطلّ[526] فلا علّ[527] ... جفّت الأوراق وضمرت الأعواد. ولم يكن أصدق مثلاً لأولئك من أبي طالب شيخ بني هاشم، الذي كان قد اقتحم إذ ذاك حدود القرن الثاني من سنيّه وأوغل فيه. لقد أدمى قدميه السعي على مدرجة العمر، السنوات الأخيرة العجاف من أجله، بمنفاه ذاك، اعتصرت بدنه إلاَّ ثمالة[528]، تركته كفنن مهصور[529]، أقوته كطلل درست آثاره، لم تدع منه سوى بقايا خفقات ذبالة[530]. لكنّه ثبت على ما نذر نفسه له، ظلّ على الطريق، ايمانه لم يعرف الخور، صبره أعيى الصبر. فإن يكن ما حمله من كفاحه، فوق عبء السنين، قد أحنى ظهره، فكأنّما ليجعله كالقوس حين يهمّ الرامي بتهيئة سهمه للانطلاق! * * * وعلى نحو نسقه، أو أعتى همّةً، كانت خديجة. كانت الأُم الرؤوم التي ـ برّاً بزوجها الأمين وبأبنائها الأُباة المجالدين ـ راحت بكلّ السخاء والأريحية[531] تبذل من ذات يدها الذهب والنشب[532]، وبكلّ السماحة