وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجعلهم بين القبائل أُحدوثة هوان، فليطوّحوا بهم إذاً في متاهة كمتاهة بني إسرائيل، فليخرجوهم من ديارهم وأرضهم إلى المفاوز والفجاج، فليبنوا بينهم وبينهم سدّاً كمثل سياج ذي القرنين الذي ضربه حول يأجوج ومأجوج، فليقدّموهم وليمةً شهيّةً لسباع العزلة والحصار، وضباع العري والجوع. وفعلوا، اتّفقوا بقضّهم وقضيضهم[509] على مقاطعة بني هاشم وبني عبدالمطلب، لايكلّمون منهم أحداً ولا يجالسونهم، ولايزاوجونهم، ولا يبيعون لهم أو يشترون منهم، حتّى يخترمهم الموت أو يكفوا محمداً عنهم أو يسلموه، وكتبوا بذلك صحيفةً علّقوها بالكعبة. فعلى أيّ نحو مضت الأحوال في المجتمع المكّي آنذاك؟ أمّا قريش فقد أجمعت الرأي على إنفاذ عهدها الضاري، كما لم تجمع قطّ قبل يومها هذا على إنفاذ الرأي، تواصت بالخسّة عشائر وقبائل، أفخاذاً وفصائل، بطوناً وعمائر[510]، أسياداً وعبيداً، جموعاً وفرادى جدّت في مطاردة خصومها بالقطيعة. وأمّا بنو هاشم وبنو المطلب فقد استقبلوا التحدّي بمثله، كالبنيان المرصوص وقف كافرهم ومؤمنهم مع النبي، في صفٍّ واحد هو العزم والإصرار، تقدّموا إلى المحنة المحيقة بهم غير هيّابين[511]، وكانت أرواحهم في أيديهم، وما يضيرهم لو سخوا بها ما داموا على إباء وكبرياء؟ وأمّا أبو لهب فقد شذّ عنهم، ظاهر وحده حزب الطغيان على الطغيان على آله، خرج على بني أبيه، تبع امرأته كأنّه دابّة ذلول، كان لها كالظلّ، إذا وقفت وقف وإذا سارت سار، وكان قوله، حرفاً بحرف، وكلمةً بكلمة، صدىً للغو حمّالة الحطب،