وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بانتفاضة بنانة وخزها ـ على حين غفلة من صاحبها ـ سنّ خياط. * * * ولم يفتر عزم أبي طالب، على كثرة ما داورته قريش وحاورته، آونة بالوعد وآونات بالوعيد، ظلّ الشيخ على عهده، لا يتزعزع ولا يتضعضع، يُكفئ جهودها العدوانية، فيفسد عليها كلّ حيلة، وينقض كل وسيلة، ويحمي ابن أخيه أن ينصرف إليه منها مكروه. وقوفه في صفّ النبي مكّن له في بثّ الدعوة أينما وجد سميع، ثباته كان تحدّياً سافراً لقريش أن هلمّي البأس إن شاقك صراع، سلوكه كان أقرب إلى حرب نفسية أوهنت معنوياتها، ونقصت هيبتها، ونزلت بأقدارها في أعين الناس وفي أعين أنفسها، فإذا رجالها حيارى مضيَّعون، لايدرون كيف درء عوادي الخطر التي يثيرها عليهم محمد ـ وإنّه لفرد ـ في حرب مصير: سلاحه فيها كلمة ونصيره قلّة، ونفرهم أُمة وسلاحهم كيد ووفرة عتاد وأجناد. فلقد أثمر إصرار أبي طالب، ومن ورائه صلابة المؤمنين، ما كان المشركون يخشون. أخذ الإسلام يفشو رويداً رويداً رويداً على الأرض العربية، حتّى بدا كلمحات أنجم تناثرت كالثقوب في صفحة الغمام، راحت ديباجة الشرك تسمل وتتهرّأ على مرّ الأيام، انقسمت الوحدة القرشية بعد تماسك وتضامّ، فانشطرت شطرين: أحدهما معهم عن جهالة وعنجهية، والآخر مع الشيخ عن ولاء للدم، وانحياز إلى العصبية. هنا أدرك القوم ألاّ مناص من ضربة قاصمة تحسم ما بينهم وبين خصمهم، يكون بعدها الخلاص. * * * واجتهدوا الرأي. إن يكن أبو طالب ورعيله هم الخطر الذي يهدّد كيانهم، ويودي بسطوتهم،