وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كتردّد نعيب غراب في بناء خراب، أو نعيق بومة بين أنقاض أطلال[512]. * * * وشهدت مكة محمداً والذين معه ـ وما مضت على بعثته غير سبعة أعوام ـ وهم يُجلَون أو يجليهم الطُغاة عن البلدة الحرام إلى شُعَب أبي طالب، حيث الجدب والفقر، ليقضوا من أعمارهم ثلاث سنوات حسوماً[513]، دارهم فيها العزلة، وحارسهم الحصار. لسوف يعيشون الحرمان، سِماطُهم طَوى[514]، مائدتهم سَغَب[515]، خبزهم لبّ الشجر والورق والجذور، أدمهم الأدم وإهاب الحيوان ينقع في الماء حتّى يلين. وكم سيعانون! لكنّ الصبر كان دائماً معهم، كان نِعْم الرفيق والعشير. وما فعلته بهم قريش ما كان ليوهن عزائمهم الصلاب، لم يصب نفوسهم بخدوش وإن أثخن أبدانهم بجروح، لم يذقهم الندم ولا جرّعهم التخاذل، فعصيٌّ عصيٌّ أن تسلّمهم العزلة للذلّة، وعسيرٌ عسيرٌ أن يحملهم الجوع على الخنوع[516]، ومحالٌ محالٌ أن يدفعهم الحرمان إلى الهوان.