وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فراعتهم صرخته، وأضاف: أتدرون ما هممت به؟ سألوه مبغوتين: وماذا هممت أن تفعل؟ قال وهو يشير إلى من حولهم من فتيته الأجلاد: والله لو قتلتم محمداً لما أبقيت منكم أحداً أو نتفانى نحن وأنتم، وأمر الفتية فكشفوا ثيابهم، فإذا حشوها سلاح. * * * بل اجتذب إليه الشيخ بني هاشم وبني عبدالمطلب، يظاهرونه على حماية الرسول، حتّى أبو لهب هزّته يوماً النخوة، فآزر أخاه. شهد من قريش دأبهم على العنف بأبي طالب عنفاً مقيتاً مرذولاً أن كان يجير الرسول، لعلّ شدّتهم أن تؤوده، فيخفر عهده، ويبيحهم جواره، مخلّياً بينهم وبين ابن أخيه. عندئذ حمي أنفه، غلا دم الأصل في عروقه حتّى أوشكت على الانفجار، وثار: يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون تتوثّبون عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهنّ عنه أو لنقومنّ معه في كلّ ما قام فيه حتّى يبلغ ما أراد وخفضوا له جناح الطاعة وهم كارهون. وما لهم لا يفعلون والخفض في هذا المقام أحجى، ألا يخشون أن تأخذه العصبية فينضمّ إلى أخيه، فيغلظ أمر محمد، وتشتدّ دعوة الإسلام؟ قالوا له: بل ننصرف عمّا تكره، يا أبا عتبة. وظنّوا أنّهم خدعوه، فلو أنّهم فقهوا لأدركوا أنّه ما كان ولا كانوا بحاجة إلى خدعة مثل خدعتهم هذه، هي كغثاء السيل. فمن وراء أبي لهب امرأته، تسوقه إلى معاداة محمد سوق الدابّة، ومن أمامه كلمة الله القاطعة المانعة التي حقّت عليه، وشاعت في الناس أن سيصلى الجحيم. وإذا كانت الحميّة دفعته لتوعّد قومه بالوقوف إلى جانب أخيه لمنع ابن أخيه، فتلك حميّة لم تنضح بها رغبة، ولم تصدر عن نيّة، بل هي حركة لا إرادية أشبه