وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من ابن أخيك فلم تنهه عنّا، وإنّا لا نصبر على هذا: من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا حتّى تكفّه عنّا أو ننازله وإيّاك حتّى يهلك أحد الفريقين[506]. فما فعل الشيخ؟ لم يزد على أن قال للنبي بعد حديث معه قصير: اذهب يابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أُسلّمك لشيء أبداً. وبلغهم أنّه صوّر عزمه في شعر قال فيه: واللهِ لَنْ يَصلْوا إليك بجَمْعِهِم *** حتَّى أُوَسَّدَ في الترابِ دَفينَا[507] وبرموا به ... ثم رأوا ألاَّ مناص لهم، ليحفظوا هيبتهم في العرب، من أخذ محمد أخذةً باطشةً من وراء ظهر أبي طالب، فيصبح الشيخ على ابن أخيه وهو صريع قد لقي حتفه غيلةً، وثأره مفرَّق بين قبائل قريش، لايدري أحد أيّها الواتر[508] الذي يقع على رأسه دم القتيل. لكن العم اليقظ الأريب شمّ الريح، فأسرع من فوره فجمع فتيةً أجلاداً من الهاشميّين، دفع بهم خلسةً إلى مجمع القوم، ووكل إلى كلّ فتىً منهم رقبة زعيم، يقطّها عندما يئين الأوان، ومضى يبحث عن النبي حيثما ظنّ أن يلقاه. تثاقلت بسادة الشرك خطى الساعات، انتابهم قلق لا يكادون يعرفون مأتاه، تنفّسوا مع الهواء الوجوم، توجّسوا شرّاً مجهولاً وقد أحسّوا كأنّهم في حصار، وعلى الأثر وأدوا في طواياهم تآمرهم، كما يقبض السبع مخالبه في براثنه بعد نشرها تهيّؤاً للانقضاض. فإن هي إلاَّ هنيهة حتّى أشرف عليهم أبو طالب، متلهّب العينين من غضب ـ وإلى جواره النبي ـ وصاح: يا معشر قريش!