وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

صحيفة حياتهم من هذه اللحظات الثقيلة التي أضافت إلى رصيدهم الضخم من الحمق والسفه ذخراً أضخم من الخسّة والنذالة. * * * وأعيتهم الذرائع، وضاقت بهم الأسباب. فهل من حلّ؟ هل من وسيلة أو حيلة؟ وأنّى لهم وهذا الرجل: أبو طالب، يسدّ عليهم أُفق خلاصهم من ابن أخيه كمارد مريد؟ كصخرة هائلة على فم مجاز إلى واد؟ كعَظْمة نشبت في حلوقهم، فلا هي تُبلع ولا هي تُدفع، وإنّما تمنع الشهيق والزفير، وتشلّ الهواء أن يمدّ بالحياة النُحور والسُحور[501]؟ إنّه لهم لبالمرصاد، يحامي عن محمد كما يحامي عن عرينه[502] ليث غاب، هو في أرساغهم[503] أصفاد[504]، وأغلال في الرقاب، وقيود في العراقيب[505]. ما من يوم شام فيه منهم نيّة العدوان على النبي، أو أحسّ تبييتهم الغدر به، حتّى حاجز بينه وبينهم كالطود، لم يخش منهم ما طالما ساقوه من وعيد وتهديد، ولا عزّة نفر، ولا شدّة أيد. كان شعاره الذي أُثر عنه: لا أخذل النبي، ولا يخذله من بنيّ ذو حسب. * * * ولقد سبق لهم أن حاسنوه لعلّه أن يكفّ عنهم ما مرّغ فيه محمد عقولهم وأربابهم من مهانة، فأمّوه يقولون: يا أبا طالب، إنّ لك سنّاً وشرفاً ومنزلةً، وإنّا قد استنهيناك