وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلكلّ فعل ردّ فعل يساويه، الهجوم من طرف يقابله من طرف آخر دفاع، الشدّة تحفّز على الاشتداد، والعناد يثير العناد. ولقد كان من سفه العادين وسوء رأيهم أن استجاشوا براعتهم في شؤون التجارة، فخالوا الرسول سلعةً في سوق البيع والشراء، يسهل عليهم اقتناؤها لو أثمنوا لها ثمناً يجزل الجزاء للبائع وتسخو به يد المبتاع، تصوّروا المقايضة عليه أمراً لا يردّه ذووه. وكانت هذه ثاني مرّة رأوه فيها كمتاع. في الأُولى ذهبوا إلى عمّه يقولون: يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد أنهد فتىً في قريش وأجمله فخذه، فلك عقله ونصره، واتّخذه ولداً فهو لك خير، وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين أبائك، وفرّق جماعة قومك، وسفّه أحلامهم، فنقتله! فإنّما هو رجل برجل. فعجب الشيخ لهذا الأفن[498] منهم، وإنّهم لأُناس تراهم العرب سادة الرأي بين ذوي الآراء، وعلى قمّة الحكمة بين الحكماء، وقال بامتعاض: لبئس ما تسومونني! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه؟[499] وفي الثانية مضوا أيضاً إلى أبي طالب، ومعه ذووه من بني عبدالمطلب وبني هاشم، ليشتروا منهم الرسول، قالوا لهم: خذوا منّا ديةً مضاعفةً ويقتله رجل من قريش، فتريحونا وتريحون أنفسكم!! فكان عجباً من العجب أن تحملهم الحماقة على المعادلة في كفّتي ميزان، بين محمد وبين حفنة من المال. وباءوا[500] ـ كما باءوا من قبل ـ بالهزء والسخرية حتّى لتحسبهم ودّوا لو خلت