وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ذلك أنّ سادة قريش غرّهم من صاحب الحبشة أنّه كان وإيّاهم على مودّة، فأطلقوا في أثر الفئة المسلمة النازلة ببلاده رجلين من أشدّ كلاب طرادهم، وأحدّها أنياباً وقواطع، لينهشا سمعة المهاجرين، ويوغرا عليهم صدر النجاشي، عسى أن يسلّمهم لفتك الشرك، أو يوردهم موارد الهلاك. بعثا بداهيتهم عمرو بن العاص، وصاحبه عبدالله بن أبي ربيعة، يوسوسان في أُذني العاهل الحبشي، فيدسّان ما شاءت الدسيسة، ويبهتان ما شاء البهتان. وقدم رفيقا السوء بين يدي إفكهما هدايا كثيرة لربّ الدولة وبطارقته وأساقفته، ومن إليهم من قساوسة ورهبان، لكنّ سعايتهما هذه لم تثمر إلاّ أثراً عكسياً في نفس سيد الحبشان، فالعاهل العادل الذي يعرف الله ما لبث أن تبيّن وجه الحقّ فيما حدّثه به عن الإسلام النفر المهاجرون، وأسمعوه من آي القرآن. وعندئذ غضب أيّما غضب على عمرو وصاحبه، وقال لرجاله: ردّوا عليهما هداياهما، وثار بوافدي الشرك فطردهما من بلاده: انطلقا، فلا والله لا أسلّمهم إليكم. وقال لطليعة المؤمنين: ما أحبّ أن يكون لي جبل من ذهب وأن أؤذي رجلاً منكم، فانزلوا حيث شئتم بأرضي ألاَ مَن سبّكم غَرِمَ! من سبّكم غَرِمَ!![485] وأفاء عليهم ما وسعه أن يفيء من حماية ورعاية وتكريم.