وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كلاب طراد مسعورة، نشطت تتعقّب المرتحلين، وتحاول أن تستبق دونهم جانب البحر قبل أن يبلغوه. فأيّ كلاب! إنّها لترهف عرانين أنوفها، وترفعها على رؤوسها، تتشمّم الهواء، وتنشر أهداب جفونها شبكاً تقتنص آثار الخُطى المطبوعة على صفحة الرمال، وتبسط آذآنها كآذان الفيلة لتلتقط كلّ حسيس، طوت من الأرض ما طوت، ونشرت ما نشرت، وساحلت حتّى أوشكت أن تمشي على الماء. * * * ومن وراء سجوف[482] هذه المطاردة، وقفت فاطمة برفقة القلق، ترنو بعيون تصوّراتها إلى أُختها رقيّة وهي تدبّ وعثمان والطليعة المؤمنة، بالظهر والقدم، بين الفجاج والمفاوز، على الحصا والصخور، وفوق كثبان الرمل وجبال الأمواج، صوب جنّتهم الحصينة التي اختارها الرسول. فيا ترى، ماذا أصاب أولئك المهاجرين في الله؟ أَسَوف تضلّ عنهم الكلاب؟ أسوف يكتب لهم بلوغ شاطئ الأمان؟ طويلاً انتظرت، وطويلاً راحت تتنسّم الأخبار، فإن يكن همّ ينوشها مخافةً عليهم، فثمة أسىً يفري قلبها من أجل أُختها الحبيبة التي تتهيّأ كلاب الطرد المسعورة لتنهش جسد زوجها، فتأيم وتلبس الثكل وهي بَعدُ عروس، لم تنعم بثوب زفافها إلاّ وقتاً لا يكاد يحسب بغير الأيام. فأين منها الآن صحبتها الحلوة؟ ومن لها بحديثها العذب الشهيّ الذي طالما نضّر صباها، وردّها إلى ذكريات الطفولة الوديعة؟ لولا حظّها الموفور من التجلّد والاصطبار لمّا جفّت على وجنتيها الدموع، لولا