وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إلى الحبشة ومضوا إلى حيث أشار، سراعاً هاجروا بدينهم، إلى ذلك الملاذ المنشود للأمان والإيمان، أسرّوا مسيرتهم عن الأنظار والآذان. ولقد أوشك أمرهم أن يفتضح للمشركين فيقطعوا عليهم الطريق لولا أن استضاءت بالحقّ في تلك اللحظات الحرجة بصيرة ابن الخطاب بعد ما كان من عداوته للإسلام، وعنفه بالمسلمين، تقول ليلى امرأة عامر بن ربيعة، أحد أولئك النفر المهاجرين: وكان عمر الخطاب من أشدّ الناس علينا في إسلامنا، فلمّا ركبت بعيري أريد أن أتوجّه إلى أرض الحبشة، إذا أنا بعمر بلقاني فيقول لي: إلى أين يا أم عبدالله؟ فقلت له: قد آذيتمونا في ديننا، نذهب في أرض الله حيث لا نُؤذى. فلعلّها أحسّت ندماً ما أن زلّ لسانها فباح بما كان ينبغي أن يُكتم، ضماناً لسلامة فَوْجها المهاجر، لكنّها رأت في وجه عمر رقّةً لم تعهدها من قبل في ملامحه الصلبة القاسية، ثم سمعته يقول: صحبكم الله. فودّت لو طابق المظهر المخبر، إذن لأمنت وأمن المسافرون. وعندما عاد زوجها ليبدأ رحلة الهجرة حدّثته بما كان، قال الرجل: ترجين أن يسلم عمر؟! ـ نعم والله. قال والشكّ يغلب على تفكيره وتقديره: والله لا يسلم حتّى يسلم حمار الخطاب![481] غير أنّ ليلى كانت أصدق من عامر فراسةً، فانطلقا صوب اليمّ حتّى كان عمر قد أكرمه ربّه، فذهب إلى النبي وشهد بين يديه بشهادة الإسلام. ومع ذلك فما أسرع ما نما إلى قريش خبر السفر، فإذا رجالها من غيظهم ينقلبون