وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلقد يجاوز العذاب بامرئ حدود القدرة على الاحتمال، فيصرعه الهلاك، ولقد يرى أحدهم ـ ليؤمن نفسه ـ أن يأخذ بالتقيّة فيخفي إسلامه، ويبدي ـ وهو كاره ـ ما يرضي السفهاء، فيفهم فعله على أنّه ارتداد... ولقد يفدح آخر ممّا يعانيه من قسوة القهر وعنف الضرّ ما يشفي به على حافّة الانهيار... ولقد يجد راغب في الإسلام في سلوك أولئك ما يفتر همّته، ويوهن رغبته، فإذا هو عندئذ مثل لغيره من الراغبين غير حميد، يدفعهم إلى التردّد إن لم يدفعهم إلى أن يظنّوا الظنون بالدين الجديد. أفليس محمد بقادر ـ وهذه هي الحال ـ أن يبادر، حمايةً لمجتمعه المؤمن الناشئ، إلى علاج سريع يكسر به حدّة الأذى الشركي عن أصحابه، ويحسر عن عقولهم مدّ الغواية ليجنّبهم البوار؟. بلى إنّه لقدير على البدار، والسياسة التي رسمها ذهنه العبقري كفيلة، بلا أدنى ريب، بحسم فوري يكفّ أذاية المعتدين إلى حين، ثم يحقّق للدعوة الانتشار المأمول على المدى الطويل. وها هو يبدأ فيأمر طائفةً من المسلمين بالخروج من القرية الظالم أهلها، مهاجرين إلى ملاذ مأمون، قال لهم: «تفرّقوا في الأرض». قالوا: إلى أين؟ قال: «ها هنا» وأشار بيده إلى الجانب الآخر من بحر القلزم الذي يساحل بلاد الحبشان. وقال: «إنّ بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، حتّى يجعل الله لكم فرجاً ممّا أنتم فيه». وكان ما اختار، فالحبشة أُمة كتابية، تدين بشريعة «الناصري» ابن مريم، رسول الله، كتابها الإنجيل ... والمسيحية سماحة وسلام. * * *