وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكان مَثَل حمزة ومَثَل أبي جهل حينئذ من الهداية والعماية كمثل من قال فيهما القرآن: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[478] وصدق الله. * * * أمّا الرقعة البشرية للإسلام فقد بدأ ينحسر عنها الجمود، على غير ما حسب أصحاب الأوثان، كان عدوانهم الطاغي على المسلمين أشبه شيء بحجر تلقيه في بركة آسنة، فيتحرّك ماؤها حلقات حلقات، نافضاً عن سطحه وغوره موات الركود. رويداً رويداً، وعلى هون، توالت تيارات الدخول في دين الله، بقدر نشاط حركات النكال كان نشاط حركات الإقبال. وكان محمد ـ في هذه الفترة المتقدّمة من مراحل الكفاح ـ حريّاً بأن يوفّر لتلكم البراعم المؤمنة من راحة النفس، وقرار البال، ما يهيء لهم القدرة على التفتّح والازدهار والإثمار، وأن يجنّبهم شرّ الاستئصال، وأن يحفظ عليهم الحياة، إذ هم النواة التي لن تلبث أن تصبح شجرةً فارعة الطول، ضاربةً بجذورها في الأعماق، غليظة الساق، فينانة[479] الغصون، كثيفة الأوراق، تُؤتي أُكلها بعد حين، وتنشر ظلّها على العالمين. أفلا ينأى بهم إذاً عن محن خليقة بأن توردهم موارد التلف، وتوقعهم في فتنة تهزّ خطاهم على مدرجة الإيمان؟ بلى قد فعل، وما كان له إلاَّ أن يفعل، وإنّهم لبشر، فالضعف طبيعة إنسانية. وليس الناس جميعاً في صلابة العزم، وقوة الإصرار، والصبر على اللاَواء[480]بمرتبة سواء.