وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأشهاد، وتناشد الناس ما كان يقول في كلّ مكان، ففيه سلاسة تيسّره للألسنة وتحبّبه إلى الأسماع. منه في هذا المجال: الحمدُ للهِ مُمسانا ومُصبِحنا *** بالخيرِ صَبَّحَنا ربّي ومَسَّانا ربّ الحنيفة لم تَنفَدْ خَزائنها *** مَملُوءة طبق الآفاق سُلطانا ألا نبيّ لنا منّا فيُخبّرُنا *** ما بُعدُ غايتنا من رأس محيانا بينا يرببنا آباؤنا هلكوا *** وبينما نَقْتَني الأولاد أفنَانا وقد علمنا لو أنّ العلم ينفعنا *** أن سوف يلحق أُخرانا بأولانا[443] وكان يؤمن أنّ الحنيفية ملّة إبراهيم حقّ، فاتّبعها، وأخذ نفسه بما أدرك منها من بقايا وشذور، وراح يحثّ عليها الناس، قال: كلّ دين يوم القيامة عند الله ـ إلاَّ الحنيفة ـ زور. * * * إنّ قراءاته ومدارساته، وشيئاً في نفسه، كانت تلقي في روعه أنّ نبيّاً يظهر في العرب، مبشّراً بدين هو خاتم الرسالات، فطمع أن يكون هو المبعوث بهذا الدين. وعلى بلوغه ما لم يكد يبلغه من المعرفة بالله أحد غيره من معاصريه، فإنّه ظلّ على نفس دأبه، يطوف بأصحاب البيع والصوامع، مجالساً مدارساً، لعلّه أن يزيد علماً، أو يقع عندهم على جديد. ورحل آخر رحلات نشدانه الحقيقة، هذه المرّة كان في جماعة من قريش بينهم أبو سفيان بن حرب إلى الشام، فلمّا مرّوا بربوة على جانب طريق سلكوه استمهل أصحابه أن ينتظروه، ومضى عنهم إلى حيث لا يعرفون وجهته. بخطىً حثيثة واسعة انطلق إلى التلّ فاعتلاه، ويمّم كنيسةً صغيرةً فوق القمّة، عند