وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الوسيلة إلى حيث تغزو العقول وتلفح الأفكار. فكيف إذن لا يقرّ في الأخلاد أنّ ما جاء من نظيم يُحدّث عن الرسالة، ويذكر الرسول، هو صدىً صادق لعصره، منيع على المراء، عصيّ على الإنكار؟ * * * بل هو صدق لا ريب فيه، صورة حيّة بلاغية التعبير، قطعة من التاريخ، حقّ بمعناه إن لم يكن بمبناه. وما أكثر المشاهد التي أمدّنا بها في هذا المقام التراث المنظوم، وها هو ذا، من قبيل التمثيل، مشهد لم تغفله الأثبات، ها هو خبر أُمية بن أبي الصَلت[441]، الشاعر الأشهر، عابد ثقيف، كما صوّرته الروايات. قيل: نبا بجاهلية قومه، فشكّ في الأوثان، ورفض الشرك، واتّجه إلى غير ما يعبدون من أرباب. وقيل: هجر الخمر، وحرّم الفواحش، وزهد الدنيا، ولبس المسوح. وقيل: نظر في الكتب، وذكر إبراهيم وإسماعيل، وقرأ الحنيفية التي توحّد الله. وقيل: كان محقّقاً يتحسّس معارف الراسخين في شؤون العقائد، والعالمين باالملل والأديان، وكان يرتاد لذلك البيع والأديرة، دنت أو شطّ[442] بها مزار، ويجالس الأحبار، ويدارس الرهبان. أمّا شعره الذي ألهمه وجدانه، فمعروف بالصفاء الروحي، ونقاوة النفس والضمير، إنّه ليشفّ شفيفاً عن إيمانه بوحدانية خالق الوجود، ويتحدّث بتصديقه بما بعد الموت من نشور وحياة، ويعلن عن حاجة العالم لدين جديد، ويؤكّد شوق البشر إلى نبيٍّ يصلح ما أفسدوه. وكان أُمية لا يكتم ما يعرف، بل يجأر به، نثراً وشعراً، في المحافل على رؤوس