وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتكتّل التي تلفت إليها الأذهان، ومن ثم عدمت عمومية الذيوع والانتشار، وأصبحت على مرّ السنين نسياً منسياً، أو هذياً ليس حقيقاً بالانتباه. فإذا رؤي الأخذ بهذه التعلاّت والأعذار، فما القول إذاً في أحاديث نفر آخرين ـ ليسوا على شيء من الرهبنة والكهانة ـ قد تناقلتها الألسن، وطارت بها الروايات، وسجّلتها الأثبات، وجرت في الناس مجرى الأمثال؟ ما القول فيما ذكره عن الرسالة السماوية قبل تنزّلها فريق من أصحاب العلم والرأي، بعضهم أظلّهم زمان النبي حتّى أوشكوا أن يشهدوه، وبعضهم سبقوه بسنين وسنين؟ الثابت الذي تؤكّده الأسناد: أنّ أولئك ـ على قلّة عددهم ـ كانوا في قومهم ذوي مكانة ومقام، وكانوا يؤمنون بما يقولون، ولا يتوانون عن المجاهرة بالرأي الذي يرون وإن هو أغضب السادة والقادة، وخالف عقائد العامة والجمهور. وأثر عنهم شعر نظموه، يبسط نظرتهم، ويظهر دعوتهم، تناشده الناس، وسارت به الركبان من مكان لمكان حتّى لأوشك أن يغطّي وجه الجزيرة، ولم يخف مبناه ولا معناه عن كثيرين ولا قليلين. والعرب إذ ذلك أُمة ليست بقارئة، لكنّها أُمة حافظة راوية، وهي للشعر أحفظ، وبه أحفل، يتلقّاه الأبناء من الآباء بالرواية والتلقين، فلا يزال يتنقّل في الأجيال، جيلاً وراء جيل، عبر السنين والقرون. والشعر مرآة صدق لعصره، على صقالها ينعكس ما فيه، بكلّ حقائق أحواله وألوان آماله، ووقائع أخباره وخطرات أفكاره. وما بقي إلى اليوم من شعر عصر لم يبق قطّ مثله نثر، فهو ميسّر للاستظهار، وهو أحلى الكلام، أقوى في النفس وقعاً وأثبت في الذهن موقعاً، وأسلس عبارةً، وأجمل صورةً، وأعذب كلمةً، وأندى نغمةً. فلا عجب أن نراه يمثّل وسيلة الإعلام الأُولى التي لا تبزّها في الوسائل وسيلة، تبثّ الآراء وتزجي الأخبار، ولا أن نرى الشاعر ورواته، وأنّهم لموجّهو هذه