وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا السياق، فزخرت بفضلهم الرفوف التي تعتمر بيوت المسلمين ومنازلهم، جنباً إلى جنب القرآن الكريم. وقد تنوّعت طرق العلماء في تأليف ذلك، فقاموا بتصنيف تلك الأدعية بحسب الأوقات والأزمنة، والمضامين والأغراض، والمواضع والأمكنة، فجاءت الكتب الخاصة بأعمال السنة والشهور، والأسبوع، واليوم والليلة، وشهر رمضان باهتمام خاصّ، وموسم الحجّ، وفي السفر، والعوذ والإحراز... وغيرها. إنّ هذا التمسّك الواعي والمتواصل بالأدعية والأذكار المأثورة، والزيارات الخاصة، والمثابرة عليها، يعدّ مؤشّراً واضحاً، يعكس مدى اهتمام علماء وفقهاء وفضلاء وصالحي المسلمين ـ من أهل السنّة والشيعة على السواء ـ بهذه الوسيلة التي تعتبر بلا أدنى شكّ إحدى أرفع الأساليب الموصلة إلى ابتغاء القربة لله تعالى، والمفضية إلى باحات رحمته الوارفة، ورياض نعمائه السابغة. فليس من قبيل الصدف أن تشهد ساحتنا الإسلامية هذا الإقبال المنقطع النظير على هذا اللون من العبادة، والتقرّب إلى البارئ عزّ وجلّ، إذ هو يمكن أن يحسب في عداد التخلّق بالخُلق الربّاني، والمناقب العلوية، في ظلّ امتداد إلهي مستمر، لم ينقطع في جريانه، طالما لم يتجاوز هذا الأمر حدوده الشرعية، ويدور ضمن الفلك الإسلامي الشريف. كما وليس من عجب أن نشاهد تهافت العلماء وأهل الصلاح على التأليف والتصنيف، والكتابة والتنظيم، والطباعة والنشر، كيف وقد ذمّ الله سبحانه في كتابه قوماً كانوا يأبون سؤاله ودعاءه، فوصفهم بالتكبّر على عبادته، حيث يقول: (الَّذينَ يَسْتَكْبِرونَ عَن عِبادَتي)(غافر/60). ومن هنا وجد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية هذا الصعيد ساحةً خصبةً لاستقبال أُطروحته التي طالما هتف بها من كون أنّ الخلافات بين الفريقين العظيمين ـ أهل السنّة والشيعة ـ ليست هي بذي شأن ليمكن أن تؤسّس عليها قوائم الفُرقة والشحناء، بل أنّ العكس هو الصحيح، فإنّ القواسم المشتركة بين جميع أطياف المسلمين ومذاهبهم كثيرة جداً، وفي كافة المجالات.