وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

خامساً ـ لا ريب في انهم (رض)، كانوا يعملون بالاستصحاب والبراءة والاحتياط، كل في موارده بعد ورود النصوص الشريفة في ذلك، إلا ان النص قد تجاوز كل ذلك. وفي ختام هذا البحث، لابد لي من التنبيه على أمور لها دخلها في عملية الاستنباط الصحيح وفق المنهج القويم، وربما كانت الاشارة من باب الاستطراد. الامر الأول: إن من المسلم به ان هذا البون التاريخي الشاسع بيننا وبين عصر النص الشريف حمل معه مضاعفات عديدة ـ كما يقول المرحوم الشهيد الصدر ـ (كضياع جملة من الاحاديث ولزوم تمحيص الأسانيد، وتغيير كثير من اساليب التعبير وقرائن التفهيم والملابسات التي تكتنف الكلام، ودخول شيء من الدس والافتراء في مجاميع الروايات، الأمر الذي يتطلب عناية بالغة في التمحيص والتدقيق، هذا إضافة الى ان تطور الحياة يفرض عدداً كثيراً من الوقائع والحوادث الجديدة لم يرد فيها نص خاص فلابد من استنباط حكمها في ضوء القواعد العامة ومجموعة ما أعطي من اصول وتشريعات) ([199]). ثم (ان الحقيقة الاسلامية أعطيت منثورة في المجموع الكلي للكتاب والسنة، وبصورة تفرض الحاجة الى جهد علمي في دراستها) ([200]). وإذا كان الامر كذلك، فمن الطبيعي ان لا يترك هذا الامر لكل وارد، وإنما يجب ان يقوم به المتخصصون، المحققون الذين يملكون ملكة الاجتهاد ويقدرون على استنباط الحكم وتنقيح المواضيع بدقة.