وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

القرآن ثم كانوا يبحثون عن الأخبار فان لم يجدوها اعتبروا ونظروا وقاسوا)([198]). وهناك مواقع للنظر في هذا النص منها: أولاً ـ ما قلناه قبل قليل، من ان علم أصول الفقه قائم على أسس موضوعية، وليس تدوينا لاسلوب معين من الاستنباط قام به المجتهدون الاوائل، ومن الغريب انه نفسه كان يرجح مذهب الامام الشافعي على رأي بعض الصحابة باعتبار دقة المنهج فيه. ثانياً ـ لم يثبت ان الصحابة ما كانوا يتحرون الآيات كلها والأخبار كلها قدر الامكان. ثالثاً ـ نستطيع ان نقرر ان الاجتهاد آنذاك لم يكن بالمستوى من التعقيد كما نراه اليوم، نتيجة لقرب العهد، ووضوح القرآن، وكثرة الشهود، ووضوح المقصود، وحضور القرائن، ونقاء النصوص النبوية، وسلامتها من التحريف أو الوضع. الامر الذي كان يسهل الاستنباط. وهذا لا يعني ان نعتمد نحن نفس الاسلوب على ما فيه من سهولة بعد تغيّر الأحوال، وهذا ما لا يحتاج الى استدلال. رابعاً ـ الاعتبار والنظر والتأمل والدقّة في الاستنباط من القرآن والسنة شيء والقياس المشار اليه في آخر العبارة شيء آخر، اذا لاحظنا انه مصطلح متأخّر له شروطه وقوانينه، ولذا لا يمكننا ان نسند لهم بكل وضوح قيامهم بالعملية القياسية، وغالبا ما نسب اليهم بل واحياناً الى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهو (ما ينطق عن الهوى) إنما هو في الواقع، تنقيح لصغريات وتطبيق لكبريات وعمومات على مواردها، وهذه أمور ينبغي توضيحها في محلها.