ـ(204)ـ بأسمائها، كمسلمي يثرب ومسلمي قريش، والمهاجرين، والأنصار، وبني عوف، وبني ساعدة، وأقرّ الروابط القائمة بينهما فكل انتماء ووجود يتحمل عن أفراده (المعاقل) أي الديات، حسب المنهج المتفق عليه قبل الإسلام، وكل انتماء مسؤول عن أفراده في الفداء والقسط، ومع هذه المراعاة شدهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الانتماء الحقيقي والارتباط الأساسي، والولاء الأكبر وهو الإسلام، فهو الحاكم على جميع العلاقات الناجمة من تعدد الانتماء والولاء وهو المقياس في اتخاذ المواقف وإجراء الترتيبات اللازمة في الحكم على الأشخاص والوجودات القائمة. ومن خطبة لـه صلى الله عليه وآله وسلم مقارنة لهذا الكتاب انه قال: (... إن احسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى قد افلح من زينه في قلبه، وادخله في الإسلام بعد الكفر... احبوا ما احب الله، واحبوا الله من كل قلوبكم... وتحابوا بروح الله بينكم...)(1). ثم أعلن صلى الله عليه وآله وسلم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار مع الحفاظ على انتماء وولاء كل منهما، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «تآخوا في الله أخوين أخوين)(2). فكانت روح الاخوة هي الدعامة الأساسية في العلاقات الاجتماعية، فكان الأنصاري يقدم المهاجر على نفسه حتى وصل الحال بمن يملك زوجتين يخير (أخاه المهاجر في إحداهما)(3). وكان المهاجرون والأنصار في حينها يتوارثون بهذا الإخاء إرثاً مقدماً على القرابة(4). ________________________________ 1 ـ السيرة النبوية 2: 147، ابن هشام. 2 ـ م. ن 2: 150. 3 ـ تاريخ المدينة المنورة 1: 48، ابن شبة النميري، دار الفكر، قم 1410 هـ. 4 ـ الفصول في سيرة الرسول: 120، ابن كثير، المدينة، المدينة المنورة، 1413 هـ، ط 6.