ـ(200)ـ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ?(1). فهنالك ثلاثة وجودات وانتماءات مشخصة في الواقع كل وجود وانتماء لـه أفراده المنتسبين إليه. وقسّمهم ثانية إلى السابقين والى التابعين لهم بإحسان قال تعالى: ?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ?(2). وقسّمهم إلى مسلمين أسلموا قبل الفتح ومسلمين أسلموا بعده، قال تعالى: ?وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ?(3). وهنالك تقسيمات أخرى أفرزها الواقع، وأقرها القرآن الكريم، فهنالك طائفة من المسلمين تسمى بأهل بدر، وطائفة تسمى بأهل بيعة الرضوان، وهنالك تقسيم آخر مشخص في الواقع على أساس الجهاد وعدمه، فهنالك مجاهدون وهنالك قاعدون. وقسّم القرآن الكريم المسلمين على انتماءات نجمت من الموقع الجغرافي، فسّماهم على هذا الأساس، كأهل مكة وأهل المدينة، والأعراب من حول المدينة. وهذه الانتماءات وان أدّت إلى ولاءات متعددة إلا ان القرآن وازن بينها وبين الولاء الحقيقي للإسلام، ووجه المسلمين للتعامل على أساس الرابطة الأعمق، وجعل الانتماء إلى عنوان الإسلام مقدما على جميع العناوين الثانوية ________________________________ 1 ـ سورة الأنفال 72. 2 ـ سورة التوبة 100. 3 ـ سورة الحديد 10.