ـ(199)ـ والحب الغريزي وحسن المعاملة فهو أمر غير منهي عنه: ?لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ?(1). وقال تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?(2). فالولاية لله ولرسوله وللمؤمنين مقدمة على غيرهم، والولاء داخل الوجود الإسلامي ظاهرة طبيعية غير منهي عنها فولاء المسلم العربي للمسلم العربي أمر فطري أقره القرآن الكريم، وكذا ولاء غير العربي لأبناء جنسه فطري غريزي لا يمكن الغاؤه وتجاوزه، وخصوصا في العلاقات الاجتماعية، أما في موازين التقييم فإن التقوى هي الحاكمة: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(3). الانتماءات والولاءات الثانوية داخل الكيان الإسلامي الكيان الإسلامي خليط من انتماءات وولاءات ثانوية متعددة فرضها الواقع، ولهذا فقد راعى القرآن الكريم هذا الاختلاف الظاهري واقره بمسمياته تبعا لاختلاف الأفراد والوجودات، وإذا تتبعنا الآيات القرآنية لوجدناها تسمي الوجودات المختلفة بمسمياتها الطارئة والمتجذرة، وتميزها عن غيرها كأمر واقع، فقد قسم القرآن الكريم المسلمين إلى ثلاثة أقسام ووجودات وانتماءات وهم: (المهاجرون، والأنصار، والمؤمنون غير المهاجرين)، قال تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ ________________________________ 1 ـ سورة آل عمران: 28. 2 ـ سورة التوبة: 23. 3 ـ سورة الحجرات: 13.