ـ(198)ـ وإلى الأمة الواحدة: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?(1). ومع اقراره للعواطف والمشاعر الفطرية والأنس بالمقربين للإنسان قربا نسبيا إلا أنه جعل الحب لله ولرسوله حاكما على جميع أواصر الأنس والولاء: ?قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ?(2). والقرآن الكريم يدعو إلى تعميق أواصر الحب والولاء للأصناف المذكورة في حدودها الطبيعية التي لا تصطدم بالأواصر الإيمانية والمبدئية، لأنه يسعى إلى إعلاء كلمة الله تعالى وجعلها الحاكمة على أفكار ومواقف الناس ليتحقق السلم والخير والسعادة، فلابد من استبانة في السلوك والممارسات العملية، ولابد من مفاصلة في حال دوران الولاء بين وجودين متناقضين، فيقدم الولاء للوجود الإسلامي على الولاء لغيره، مع مراعاة التوازن في الانجذاب والميل، بلا إفراط ولا تفريط، قال تعالى: ?لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?(3). وكذا الحال في الولاء للعقيدة وللمرتبطين بها مقدم على جميع الولاءات، والولاء المقصود هو الولاء الذي تترتب عليه مواقف عملية، كالتلقي العقائدي والتشريعي، واتّباع موازين ومعايير التقييم، اما الولاء بمعنى أواصر العطف ________________________________ 1 ـ سورة الأنبياء 92. 2 ـ سورة التوبة: 24. 3 ـ سورة المجادلة 22.