ـ(195)ـ تنتمي أيضاً إلى محاور ثانوية وتتوزع على ولاءات جانبية يفرضها الواقع، كالانتماء الأسري والقبلي والوطني والقومي، والانتماءات متعددة بتعدد الأفراد، وهي حالة صحية إن كان الإسلام بمفاهيمه وقيمه هو الحاكم على السلوك والمواقف والممارسات، ومن العقل والحصافة والمسؤولية الشرعية ان تبقى التعددية في الولاء والانتماء في حدودها الإيجابية التي تخلق أجواء المنافسة المشروعة في إنجاح الأعمال والممارسات والتحرك ضمن الأفق الواسع للوصول إلى الأهداف الكبرى. ومن هنا فالتوازن بين الانتماء للإسلام والانتماءات المتعددة ضرورة ملحة في حركة الأمة وتطلعها لإنجاز الأهداف الكبرى في مرحلة المواجهة مع أعداء الصحوة الإسلامية. وقد أقر القرآن الكريم تعددية الانتماء والولاء، وتعامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معها كأمر واقع وأمر فطري لا يمكن تجاوزه، فأقر التعددية وتوزع المسلمون في عهده والعهود اللاحقة على انتماءات ثانوية وجانبية، وما حدث في مسيرة المسلمين من تشاحن وتباغض في الماضي البعيد والقريب لم يكن من صنع التعددية في الانتماء والولاء وإنّما هي من صنع الأفراد الذين ابتعدوا عن موازين ومقاييس الإسلام الكبرى، وانحرفوا عن منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي جعل الانتماء والولاء للإسلام حاكما على جميع الانتماءات والولاءات، فكان للأنا وحب الذات والهوى والمصالح الشخصية والاستبداد بالرأي دور كبير في إشاعة التشاحن والتباغض خلافا للأسس الثابتة في العقيدة والشريعة الإسلامية. وفي معترك الصراع القائم بين الإسلام والوجودات غير الإسلامية وفي مرحلة المواجهة مع الاستكبار العالمي، تصبح الحاجة ضرورية لصياغة جديدة