ـ(194)ـ والانتماءات تعاملا واحدا في تكليفهم بمهام واحدة، وأسند المناصب تبعا لظروف الانتماءات المحدودة، وكان يوجه الأنظار نحو الانتماء والولاء المشترك ويتجاوز الأزمات التي يخلقها التعامل غير الواعي مع تعدد الانتماء والولاء، ووضع تعاليم قيّمة لتكريس حاكمية الانتماء والولاء للإسلام ومنها: الحب في الله والبغض في الله، والاهتمام بأمور المسلمين، والنهي عن التعصب، وعن الممارسات السلبية، والدعوة للالتزام بالأخلاق الإسلامية. التوازن في الانتماء والولاء في القرآن والسنة بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الصلاة والسلام على البشير النذير نبينا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار. من السنن التاريخية التي لا تختلف ولا تتخلف ان الإنسان يختلف مع أخيه الإنسان في مختلف القضايا وعلى جميع المستويات الفكرية والسلوكية والولاءات العاطفية، وهذه حقيقة موضوعية لا تقبل الجدال، فالإنسان بغرائزه وطاقاته العقلية والنفسية، وإمكاناته الروحية والمادية يختلف عن غيره من بني الإنسان، ومن هنا تعددت الانتماءات الإسلامية في جميع مراحل المسيرة، فرعاة الأمة يختلفون في كثير من الأمور النظرية والعملية، في تصورهم للأوضاع والأحداث وفي تقييمهم للأشخاص والوجودات، وفي أساليب العمل، وفي المواقف الإصلاحية والتغييرية، والرعية تختلف أيضاً في قناعاتها الفكرية والعاطفية والسلوكية وان كانت تنتمي إلى عقيدة واحدة أو مذهب واحد، فإنها