ـ(97)ـ أنحاء العالم، ولمختلف أجناس البشر، لتحقيق السعادة الأبدية، والشاملة لعز الدنيا، والنجاة في الآخرة، عملا بقول الله تعالى: ?تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا? (الفرقان: 1). واما خاتمية الإسلام: فواضحة من النصوص والواقع، ويراد بها انه لن يأتي وحي الهي لاحق بعده، ولا شرع رباني آخر يحل محله، وانه لا نبي ولا رسول بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تصديقاً لقول الله تعالى: ?وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ? (المائدة: 48)، وقوله سبحانه: ?مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا? (الأحزاب: 40). وقال الله عز وجل:?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? (المائدة: 3). واخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ان مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتنا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، وأنا خاتم النبيين). قال الأستاذ أبو الحسن الندوي: ختم النبوة نتيجة حتمية لوضع هذا الدين الكامل. ولو لم يقم دليل نقلي على اختتام النبوة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لعرفنا بحكم العقل ان النبوة الجديدة التي يمتحن بها البشر بعد النبوة المحمدية إرهاق للبشرية، فيما لا لزوم لـه، وجهاد في غير جهاد، ومخالف لما