ـ(98)ـ عرفناه من سنن الله في خلقه وفي هذا العالم(1). واما الخلود لشريعة الإسلام: فيراد به الاستمرار والديمومة والبقاء إلى نهاية الدنيا، وقيام القيامة، وانتهاء حياة العالم، إقرارا بقوله تعالى: ? ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ? (البقرة: 2) وقوله سبحانه: ?وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ? (الأنعام: 19). وادراكاً لصريح الحديث النبوي المتواتر، وهو قولـه عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك»(2). ان هذه الخصائص الثلاث يلازم بعضها بعضا، وتهدف إلى تحقيق غرض واحد، وهو بقاء الإسلام وحفظ كتابه الكريم وهو القرآن المجيد، بحفظ الله تعالى، عملا بالآية الشريفة: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لـه لَحَافِظُونَ? (الحجر 9). خطة البحث: أ ـ مظاهرها: ـ وحدة الدولة. ـ وحدة القانون. ـ وحدة العبادات. ـ نفي أنماط التفرقة (اللغوية، والجغرافية، واللونية، والقومية، والمنهجية، _____________________________________ 1 ـ النبوة والأنبياء في ضوء القرآن للندوي: ص 234 ـ 235. 2 ـ أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود عن ثوبان، وأخرجه آخرون عن غيره (جامع الأصول لابن الأثير 10: 130، رقم الحديث 6774 ـ 6779).