ـ(96)ـ مع مرور الزمان وفي عصرنا الحاضر بالذات، حيث اختلطت المفاهيم، وكثرت الفتن والنحل والمذاهب، وانتشرت الأديان، وابتلاها الناس، وعرفوا حقائقها بكل دقة، فاما الخرافة والوثنية والأساطير، واما الحقد والكراهية والعنصرية والتعصب الديني الذي لا حدود لـه، واما التجاوز والانحسار عن الحياة، ومجراها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والاقتصار على آداب ومواعظ جانبية، لا تروي ظمأ الإنسان، ولا تنسجم مع العقل والفكر الإنساني. وصمد الإسلام بشموخه، ومتانة تشريعاته، وانسجامه مع الحياة، والواقع، والعقل، والحضارة والمدنية، على الرغم من مختلف التحديات والمؤامرات والمخططات الرهيبة ضده، تحقيقا لقول الله تبارك وتعالى: ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? (فصلت: 53). وأظهرت الدراسات العالمية المقارنة بين الأديان والكتب السماوية الحالية أهمية الثقافة والحلول الإسلامية، كما فعل المفكر المنصف موريس بوكاي في كتابه المعروف بعنوان «دراسة في الكتب المقدسة ـ القرآن والتوراة والإنجيل ـ والعلم الحديث» وكما ذكر المفكر الحر الأستاذ روجيه غرودي في كتابه: «الإسلام دين المستقبل »، وكما أعلن غيرهما من عباقرة الفلاسفة والحكماء عن عظمة وواقعية الإسلام ونبي الإسلام، في شهاداتهم الكثيرة واعترافاتهم المتكررة مثل برنارد شو وغيره، بأن الإسلام يملك الحل، وانه المنهج الذي يملك ان يتقدم لتخليص البشرية من بربرية الحضارة الصناعية، كما يقول الدكتور كاريل، وفيه محور إزالة الخلاف في هذا العالم، تصديقا لقولـه تعالى: ?وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ? (ص: 88) اما عالمية الإسلام: فيقصد بها نزعته العامة وحرصه على الانتشار في جميع