وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 66 ) ولقد وقفت من هذه الروايات موقف المندهش تارة، وموقف المتحير تارة أخرى، وقررت في النهاية دراستها في موضوعية خالصة، أخلص منها إلى نتائج سليمة، قد تقارب الواقع وتتجه نحو الصواب بإذن الله. وهذه الدراسة تعنى بالاستنباط القائم على أساس الاجتهاد الفكري، والاجتهاد معرض للخطأ والصواب، وهي لا تمس القرآن ولا الحديث، وإنما تسير بينهما هامشيا، فالقرآن هو القرآن أنى كانت طرقه، وليس في جميع روايات الجمع ما هو مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. من خلال ما تقدم نظفر بحصيلتين متعارضتين: الأولى: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مات والقرآن بعد لم يجمع في مصحف. الثانية: أن القرآن كان مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مصحف. يدل على الحصيلة الأولى طائفة الروايات المتناثرة لإثبات الفقرات أ، ب، ج، د. ويدل على الحصيلة الثانية طائفة الروايات والدلائل والبراهين لإثبات الفقرة هـ. ولسنا نحاول تفنيد روايات الحصيلة الأولى بقدر ما يهمنا إثبات حقيقة الحصيلة الثانية. لقد تتبع السيد الخوئي ـ فكفانا مؤنة الخوض في ذلك ـ روايات الجمع بناء على الحصيلة الأولى في كل من صحيح البخاري، ومسند أحمد، وكنز العمال، ومنتخب كنز العمال، والاتقان للسيوطي، وكان أهم هذه الروايات من خلال تعقيبه عليها ـ غثها وسمينها ـ إثنتان وعشرون رواية (1). وقد خلص إلى تناقضها في تعيين العهد الذي جمع فيه القرآن مترددا بين عهود أبي بكر، عمر، عثمان، ومن هو المتصدي لذلك ؟ هل هو أبو بكر، أو عمر، أو زيد بن ثابت ؟ وهل بقي من الآيات ما لم يدون إلى زمن عثمان ؟ ومن الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن ؟ ومتى ____________ (1) الخوئي، البيان: 240 ـ 246.