وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[43] إحتياج الجميع إليه الآية الاُولى تخاطب جميع الناس ( ياأيُّها النّاسُ أنتُم الفُقَراءُ إلى اللهِ ) ، لـ ( الفقر ) هنا معان واسعة وتشمل كلّ إحتياج في الوجود بأسره ، فانّنا ومن أجل مواصلة الحياة الماديّة بحاجة إلى ضوء الشمس ، والماء ، والهواء ، وأنواع من الغذاء والملبس والمسكن . ولبقاء الحياة في الجسم نحن بحاجة إلى الأجهزة الباطنية من قلب وعروق وجهاز للتنفّس ودماغ وأعصاب . ونحتاج في الحياة المعنوية ـ من أجل أن نميّز الطريق السليم عن غيره ونعرف الحقّ من الباطل ـ إلى قوّة عاقلة ، وأرقى من ذلك نحن بحاجة إلى القادة الإلهيين والكتب السماوية . وبما انّ منشأ هذه الاُمور كلّها عند الله لذا فانّنا بحاجة إليـه في وجودنا كلّه . إنّ الشهيق والزفير يحدثان بتعاضد الآلاف من العوامل وبدونها لا يحدثان ، وكلّ هذه العوامل هي هبات إلهية ، في كلّ نفس ـ إذن ـ هناك آلاف النعم ، وينبغي الشكر على كلّ نعمة . هذه الآية وان كانت تقصد كلام الذين يستغربون من إصرار النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) على عبادة الله تعالى كما يذهب إلى ذلك بعض المفسّرين(1) ويقولون هل انّ الله بحاجة إلى عبادتنا ؟ فيجيبهم القرآن : أنتم الفقراء إلى الله وبعبادته تتكامل أرواحكم . ولكن هذا الكلام لا يحدّد من سعة المفهوم من الآية في جهاتها المختلفة ، لأنّ قضيّة إستغناء الله وإحتياجنا هي الأساس في حلّ الكثير من المشكلات . وعلى أي حال فانّ الفقر نافذ إلى أعماق ذوات البشر أجمعين بل وكلّ الموجودات ، ولا تقتصر الحاجة إليه في الرزق ومستلزمات الحياة فقط ، بل انّ ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير الفخر الرازي ، وتفسير روح المعاني : في ذيل آية البحث .