وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[387] وعلى هذا فيكون المراد من الآية هو: إن الذين يعرضون عن ذكر الله فَنُقَيِّضُ ونسلط الشيطان عليهم(1). إن "نُقَيّضُ" من مادة "قَيْض" وتعني قشر البيض ثم استعملت بمعنى الاستيلاء، واستعمال هذه المفردة في الآية أمرٌ مثير، حيث يكشف عن ان الشيطان عندما يَنْقَضُّ على الانسان يحيط به من جميع الجهات، ويقطع اتصاله بالخارج بالكامل كما تفعل قشرة البيض بالبيض، وهذا أسوء أنواع حجب المعرفة التي يُبتَلى بها الانسان، كما ان هناك مثلا عند العرب يقرب معنى الآية للأذهان "استيلاء القيض على البيض". والأسوء من هذا هو ان احاطة الشيطان بالانسان واستيلاءه عليه ومقارنته له تستمر الى درجة تجعله يفتخر بضلالته ويحسب ان طريقه هو طريق الحق والهداية (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ). * * * وقد تحدثت الآية الخامسة عن شياطين الانس والجن الذين نصبوا العداء للانبياء والذين أعدوا أنفسهم لابطال فاعلية تعليم الأنبياء، ويوحي بعضهم الى بعض أقاويل مزخرفةً باطلةً لا أساس لها من الصحة، كما يعلّم بعضهم الـبعض طرق المكر والخداع، وذلك لاغفال الناس وكتم الحقائق وجعل الحجب عليها، وإبعاد الناس عن تعاليم الأنبياء. وينبغي ذكر هذه النقطة هنا وهي: إن العدو ذكر بصيغة المفرد، بينما الشيطاين بصيغة الجمع، وهذا قد يكون من حيث ان الشياطين متحدون ومتفقون في سبيل إغفال الناس وخداعهم وكأنهم عدو واحد. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - راجع لسان العرب ومفردات الراغب وتفسير القرطبي وروح البيان والميزان.