وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[386] الشيطان زيَّن لهم أعمالهم فمنعهم عنه(1). ويقول البعض: إن المراد من العبارة هو معرفتهم للحق بواسطة دعوة الأنبياء وتعاليمهم(2). إن الآية بجميع تفاسيرها (سواء قبلنا أحـدها أو قبلنا الجميع لعدم المنافاة بينها) شاهد على ما قلناه من أن تزيين الشيطان يجعل حجاباً على عقل الانسان وفكره. * * * وقد بينت الآية الرابعة بصورة عامـة مصير الـذي يعشو عن ذكر الله ويغفـل عنه وقالت: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ ... وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ). ذَكر المفسرون وائمـة اللغة معنيين لفعل " يَعْشُ "، فقـال بعض: إنه ظـلام خاص يحلُّ في ا لعين يفقد الانسان من جراءه بصره ويكون أعمى أو أعشى (أي لا يرى في الليل) وهو من مادة "عَشَى"، كما يقال "عشواء" للجمل الذي لا يرى أمامه ويخطأ عند المشي، وعبارة "خبط عشواء" إشارة الى هذا المعنى. وعلى هذا فيكون معنى الآية الشريفة هو: إنَّ الذي لا يـرى آيات الله في الكون بعينه، ولا يسمعها عن أَلْسِنَةِ أنبياءه، فانه سيقع في فـخّ الشيـطان وتسويلاته. وقال بعض آخر: إنّها من مادة "عَشْو"، وعندما تستعمل مع "الى" فتعني الهداية ببصر ضعيف، وعندما تستعمل مع "عن" فتعني الاعراض(3). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - الميزان الجزء 16 الصفحة 131. 2 - تفسير الفخر الرازي الجزء 25 الصفحة 66. 3 - يقول بعض المفسرين: إن هذه المفردة إن كانت من مادة (عَشَا، يَعْشو)، فتعني التعامي من دون أن تكون علة في بصره، أما اذا كانت من مادة (عَشَى: يَعْشا)، فتعني حصول علة في بصره، روح البيان الجزء 8 الصفحة 368، وينبغي الالتفات هنا الى انها في الآية من باب (عَشَا، يَعْشو).