وكيف لا تلتهب وقد شاهدت ما شهدت مما لا يمكن النطق به ولا أفوه وكيف كيف أسلوه .
رعي الله بالبطحاء أيامنا التي ... مضت موميض البرق ثم تولت .
وحيا قبابا بين سلع إلى قبا ... لعزتها يحلو خضوعي وذلتي .
نعمت بها لكن كالأحلام نائم ... كأن لم تزرها العيس حتى تولت .
فهل لي إلى تلك العوالم عودة ... ولو دونها بيض الصوارم سلت .
وألثم اجلالا ثراها وأجتلي ... شموسي في أرجائه وأهلتي .
سقى الله ذات الظل من دارة الحمى ... حي نهلت منه رباها وعلت .
وسحت على أعلام سلع مديمة ... غمائم بالنوء الروى استهلت .
فتلك لعمر الله دار أحبتي ... وسكانها كل المراد وبغيتي .
ألا ليت شعري هل أزور قبابها ... فتحمد فيها العيش شدي ورحلتي .
وأنشد في أكنافها مترنما ... لمن نظم مدحي فيه بيت قصيدتي .
ألا يا رسول الله أنت وسيلتي ... إلى الله إذ ضاقت بما رمت حيلتي .
وان شئت قلت ... إلى الله في غفران ذنبي وزلتي .
فالتوسل به لم يزل منذ آدم عليه السلام لا يتوقف فيه أحد ولا يطعن إلى أن ظهر بعض زنادقة اليهود وغلاتهم في بغضه قال وإنه بموته بطلت حرمته وجاهه فلا يتوسل به ولا يقال يا جاد محمد وتم ذلك بتوارث سلالتهم معتقدين مصرين عليه ثم زاد هذا الخبيث أن التوسل به شرك وقرره بتقرير ألحقه بقوله ما نعبدهم إلا لتقربوا إلى الله زلفى وذلك يدل على أنه من أجهل الجهلة فإن التوسل به معناه أسأل الله عزوجل برسوله وأتشفع إليه به فهو سائل لله عزوجل لالغيره ولا يلزم من التوسل به أو بشخص والتشفع إليه به أن يكون عبده ولا اتخذوا إلها وربا من دون الله ولا جعله شريكا في الألهية ومن جعل التوسل بشخص مثل هؤلاء فهو من جهله وسوء فهمه وعدم تعقله